قمة الرياض... موقف عراقي لافت ودعوات لعزل إسرائيل أممياً
مراصد
12/11/2024، 2:54:44 م
شارك أكثر من 50 من قادة وزعماء ومسؤولون ووزراء وممثلو بلدان عربية وإسلامية، في القمة العربية الإسلامية بالعاصمة السعودية الرياض، التي ترأسها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وتأتي هذه القمة "امتدادا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر تشرين ثان 2023.
▪︎ قمة 2023
وكانت القمة العربية الإسلامية التي شهدتها الرياض في 11 نوفمبر تشرين ثان 2023 إنتهت الى إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، للعمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين. لتأتي القمة الحالية إستكمالا لما بدأته قمة العام الماضي بسبب إستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومن ثم توسعه ليطال لبنان.
▪︎ موقف عراقي لافت
من بين المواقف اللافتة التي شهدتها القمتان مبادرة العراق بإنشاء صندوق عربي إسلامي لدعم اعادة إعمار غزة ولبنان وتعويض المتضررين من آثار العدوان. حيث جدد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني طرح مبادرة العراق بـ"إنشاء صندوق عربي إسلاميٍّ لإعمار غزّة ولبنان، ومواجهة الدَّمار الشامل، وإسناد الشُعوب المنكوبة، ومنع تحقيق هدف العدوان في إزاحة صاحب الأرض". بحسب مااورده مكتبه الإعلامي في بيان بهذا الشأن.
وأوضح البيان، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني، شارك في القمة العربية والإسلامية المشتركة، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة". مضيفا أن السوداني شدد في كلمة العراق التي ألقاها خلال المؤتمر، أن "الصراع لم ينطلق في "7 أكتوبر 2023" كما يصوره البعض، في تغافل متعمد لعقود من الاحتلال، والتهجير، واغتصابِ الأرض، والتجاوز على الشرائع الدَّوليةِ، وحقوق الإنسان" مشيراً إلى أن "العدوان الصهيوني المستمر تسبب في سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وملايين النازحين، جلّهم من النّساء والأطفال، في صورة دموية مسجَّلة بالصوت والصورة، وبتجاهل من الدول الكبرى والمجتمع الدولي". وأكد السوداني بحسب البيان ، أنّ "العراق وقف وما يزال مع التهدئة وضد كل أشكال التصعيد، و قد حذّر مراراً من هدف الكيان بتوسعة ساحة الصراع، والتسبب بحرب شاملة، تزيد من معاناة شعوب المنطقة، وتؤدي إلى عواقب اقتصاديةٍ وخيمة في منطقة تمدُّ العالم كلّه بالطاقة".
▪︎ دولة عاصمتها القدس
الى ذلك أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الذي تراس القمة نيابة عن الملك سلمان، "على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية". وشدد على "أن إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام"، مجدداً رفض المملكة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
كما "أدان العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان ونرفض انتهاك سيادته، ونرفض الهجمات على الأراضي الإيرانية".
▪︎ عودة النازحين
من جانبه شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على "تولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين إلى بيوتهم قبل إعادة الإعمار".
ودعا الى "رفض المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فصل غزة عن القدس ووقف الاستيطان"، و"الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس".
وطالب "بتنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال".
▪︎ إطلاق جسر إنساني
من جهته .. أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، أن "المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها مع مرور أكثر من عام من حرب إسرائيل على غزة".
وشدد على" كسر الحصار على قطاع غزة ووقف التصعيد بالضفة ودعم سيادة لبنان لتحقيق السلام في المنطقة"، ويجب "أن تتوقف الحروب الإسرائيلية فورا لإنهاء الدمار ولمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة". وطالب المجتمعين" بجهود ملموسة لتقديم المساعدات إلى قطاع غزة ودعا لإطلاق جسر إنساني لإيصالها".
▪︎ وقف العدوان
وفي ذات السياق أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بأن "العدوان الإسرائيلي على لبنان تسبب بخسائر إنسانية فادحة وأدى لنزوح نحو 1.2 مليون إنسان عن منازلهم". ودعا الى وجوب" وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا وإعلان وقف إطلاق النار".
كما دعا" إلى مساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية، مبيناً أن" لبنان يمر بأزمة مصيرية غير مسبوقة ويعاني من عدوان صارخ يخالف كل الأعراف الدولية".
▪︎ مخرجات القمة
في سياق متصل أدان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين ولبنان"، مؤكدا "ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف إطلاق النار".
وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت بهدف "بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة":
- التنديد بجريمة الإخفاء القسري التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان الحالي تجاه آلاف المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، علاوة على التنكيل والقمع والتعذيب والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها
- دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على كافة المستويات للكشف عن مصير المختطفين، والعمل على إطلاق سراحهم فورا، وضمان توفير الحماية لهم، والمطالبة بتحقيق مستقل وشفاف حول هذه الجريمة، بما فيها إعدام بعض المختطفين.
- الإدانة بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني والإخفاء القسري والنهب، والتطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية.
- مطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
- رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، باعتبارها جريمة حرب وخرق فاضح للقانون الدولي.
- إدانة سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل واستخدام الحصار والتجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان.
- تأكيد دعم الجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتحميل إسرائيل مسؤولية فشل هذه الجهود نتيجة تراجع الحكومة الإسرائيلية عن الاتفاقات التي كان توصل إليها المفاوضون.
- الإدانة الشديدة للعدوان الاسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي" رقم 1701.
- التأكيد على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة استنادا لأحكام الدستور اللبناني وتنفيذ اتفاق الطائف.
- الإدانة الصريحة للهجمات المتعمدة لإسرائيل على قوات حفظ السالم التابعة للأمم المتحدة في لبنان، والتي تشكل انتهاكات مباشرة لميثاق الأمم المتحدة ومطالبة مجلس الأمن الدولي على تحميل المسؤولية لإسرائيل، لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام الأممية العاملة تحت راية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
- مطالبة المجتمع الدولي للتحرك بفاعلية لإلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، والتحذير من أن هذه الازدواجية تقوض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصن إسرائيل وتضعها فوق المساءلة.
▪︎ تجميد عضوية اسرائيل
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي بعد القمة: "لأول مرة في التاريخ سيتم التوقيع على اتفاق لإنشاء آلية مشتركة بين المنظمات الثلاث فيما يتعلق بالتنسيق فيما بينها لدعم القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتنفيذ القرارات المتخذة بشأن القضية الفلسطينية". وبحسب أبو الغيط، فإن سبل تفاعل هذه الآلية الثلاثية ومبادئ عملها ستتم مناقشتها في اجتماع رفيع المستوى لممثلي المنظمات الثلاث. وأكد أبو الغيط أن المشاركين في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية الثانية بالرياض، اتفقوا على اتخاذ إجراءات لتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.