دوامة الحقيقة والتضليل
د. إيمان معروف
11/12/2024، 12:15:32 م
يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: "يولد الإنسان حرًا، ولكنه في كل مكان مكبل بالأغلال". منذ فجر التاريخ البشري، كان التفاعل بين إرادة الإنسان الفردية أو الجماعية وإرادة القوى الحاكمة محورًا للصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية.
تنطوي هذه العلاقة المعقدة على توازن دقيق بين الحرية الفردية والمصالح العامة، لكنها غالبًا ما تتحول إلى مواجهة مباشرة عندما تُفرض إرادات النخب الحاكمة على الشعوب بطرائق تتناقض مع قيم العدالة والمساواة. في قلب هذه العلاقة المتوترة، يكمن سؤال مركزي: هل يُمكن لإرادة الإنسان والجماعة أن تتناغم مع إرادة السلطات الحاكمة؟ أم أن هذا التناقض جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية؟ في الواقع، يشكّل هذه التناقض تحديات أخلاقية وفلسفية تُلقي بظلالها على مفهوم الحرية والسيادة. كيف يمكن للمجتمعات أن تُحقق توازنًا بين إرادة الشعوب وقرارات القوى الحاكمة؟ وكيف يمكن مواجهة التضليل الإعلامي الذي يطمس الحقائق ويُعيد تشكيل الواقع بما يخدم أهداف النخب؟. ينبع التناقض بين إرادة الشعب والقوى الحاكمة من اختلاف طبيعة كل منهما ودوافعه، وهو صراع أزلي، ففي حين تعبر إرادة الشعب عن تطلعات جماعية نقية نسبياً، وتسعى لتحقيق المصلحة العامة والعدالة والمساواة؛ فإن القوى الحاكمة تتحرك غالبًا بدوافع سياسية واقتصادية، أو حتى "شخصية"، ما يجعل أولوياتها تتعارض غالباً مع طموحات الجماهير.
ولعل من أسباب هذا التناقض اختلاف مصادر الشرعية. فإرادة الشعب تستمد شرعيتها من القيم الإنسانية العامة، كالحرية والعدالة وحقوق الإنسان. في حين تستمد القوى الحاكمة شرعيتها من القوة، والقوانين التي تُفصل لصالحها، أو من سرديات تاريخية ودينية تُوظفها للحفاظ على سلطتها.
وبسبب تباين الأولويات، حيث يركز الشعب على تحقيق احتياجاته الأساسية كالعمل، والتعليم، والصحة، وحفظ الكرامة الإنسانية. في حين تعطي بعض القوى الحاكمة الأولوية للحفاظ على استقرار السلطة والنفوذ، حتى لو كان ذلك على حساب تلبية احتياجات الشعب. كما أن المنظور الزمني مختلف؛ فالشعب يسعى إلى تحقيق تطلعات طويلة الأمد تمس الأجيال القادمة، بينما تُركّز القوى الحاكمة أحيانًا على تحقيق أهداف قصيرة الأمد تخدم ديمومة سلطتها. ويمتلك الشعب القدرة العددية التي تُعد مصدر قوة كامنة، لكنها غير فعالة دون تنظيم وإرادة موحدة. في حين تمتلك القوى الحاكمة أدوات السيطرة مثل الجيش، والشرطة، والإعلام، ما يمنحها تفوقًا فعليًا في إدارة الأزمات وتوجيه الأمور لصالحها. في السياسات الاقتصادية، قد تتبنى القوى الحاكمة سياسات تزيد من الفجوة الاجتماعية، مثل فرض ضرائب باهظة أو تنفيذ مشاريع تخدم مصالح النخب فقط، بينما يطالب الشعب بتوزيع عادل للثروة والموارد. وفي حين يطالب الشعب بضرورة استغلال الموارد الوطنية بطريقة تحقق التنمية المستدامة، قد تلجأ الحكومات إلى بيع هذه الموارد لمستثمرين أجانب لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل.
أما في نطاق الحريات العامة، فقد تفرض السلطات قيودًا على الحريات تحت مسمى حماية الأمن القومي أو الاستقرار، في حين يرى الشعب أن هذه القيود تُعتبر انتهاكًا لحقوقه الأساسية. ويعكس هذا التناقض صراعًا فلسفيًا بين مفهوم "السلطة الشرعية" ومفهوم "السيادة الشعبية، وكما أشار الفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي: "على الحاكم أن يتعلم كيف لا يكون طيبًا إذا أراد الحفاظ على سلطته". تلعب البيئة الثقافية والاجتماعية دورًا في صياغة ملامح هذا التناقض. ففي المجتمعات التي تُقدّس الطاعة والولاء، ستجد الشعوب صعوبة في التعبير عن إرادتها أو مقاومة التضليل. أما في المجتمعات ذات الوعي السياسي المرتفع، فإن هذا التناقض يظهر على شكل احتجاجات، حركات معارضة، ومطالبات بالإصلاح. وبالتالي جذور هذا التناقض، إذًا، ليست فقط سياسية أو اقتصادية، بل تمتد إلى أعماق البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات. وفهم هذه الجذور هو الخطوة الأولى نحو التعامل مع هذا الصراع بطريقة تحقق التوازن بين الإرادتين. في ظل التناقض بين إرادة الشعب والقوى الحاكمة، تصبح الحقيقة ساحة معركة رئيسة. ففي حين يسعى الشعب إلى كشف الحقائق لترسيخ العدالة والمساواة، تعمل بعض القوى الحاكمة على تسخير التضليل كأداة استراتيجية لتوجيه وعي الجماهير بما يخدم مصالحها. هذا الصراع بين الحقيقة والتضليل يخلق حالة من الارتباك الفكري والسياسي، تجعل الشعوب أحيانًا عاجزة عن التمييز بين الواقع والخيال. التضليل هو عملية منظمة تهدف إلى حجب الحقائق أو تشويهها، وتقديم سرديات بديلة تساهم في توجيه الرأي العام. تُستخدم هذه العملية من قبل القوى الحاكمة لتحقيق أهداف عدة، منها حماية السلطة من خلال تقويض المعارضة وتشويه سمعتها. وخلق استقرار زائف عبر تصوير الأوضاع الداخلية أو الخارجية على نحو أقل خطورة مما هي عليه. وأيضاً إعادة صياغة الواقع لإقناع الشعب بأن مصالح القوى الحاكمة تتماشى مع المصلحة العامة. الإعلام الموجه وهو السلاح الأكثر فاعلية في التضليل، والذي يتحكم بالمنصات الإعلامية لتقديم روايات أحادية الجانب تتماشى مع أجندة السلطة. حيث تُستخدم هذه الوسائل لتكرار رسائل معينة، ما يجعلها تبدو كحقائق راسخة في أذهان الجماهير. ومن بينها تشويه الحقائق من خلال تحريف البيانات والإحصائيات، أو تقديم أجزاء من الحقيقة على نحو مجتزء، لتضليل الشعب وجعله يصدق روايات لا تعكس الواقع بدقة. كذلك الاستغلال العاطفي عبر استهداف المشاعر الإنسانية كالخوف، الغضب، أو الفخر الوطني لتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية. على سبيل المثال، يُستخدم خطاب التخويف من عدو خارجي "أو داخلي" لإلهاء الشعب عن المشاكل الداخلية. تُستخدم اليوم وسائل التواصل الاجتماعي لترويج الأخبار الزائفة عبر شبكات واسعة من الحسابات الوهمية أو حملات التلاعب الرقمي. عندما تُغرق الجماهير في سيل من المعلومات المتناقضة، يصبح من الصعب عليها التمييز بين الحقيقة والتضليل. مما يؤدي إلى انخفاض الوعي السياسي والاجتماعي. ناهيك عن تفكيك الوحدة الاجتماعية وتقسيم المجتمعات إلى فئات متنازعة، حيث تُستخدم المعلومات المضللة لإثارة الخلافات بين المجموعات المختلفة لا سيما حين تقوم حركات شعبية فتسعى إلى تقويضها عبر نشر شائعات أو معلومات مغلوطة حول قادتها وتشويه أهدافها أمام الرأي العام. لا سبيل لمواجهة التضليل إلا من خلال تعزيز التعليم والوعي العام حول أهمية التفكير النقدي وتحري المعلومات من مصادر متعددة. وبالطبع يمكن مواجهته من خلال الإعلام المستقل عبر وجود وسائل إعلام حرة ومستقلة قادرة على كشف الحقائق، ومواجهة الروايات الرسمية بحقائق موثوقة وتحقيق التوازن في تقديم المعلومات. أيضاً لا بد من وضع أطر قانونية لمكافحة الأخبار الزائفة وحملات التضليل، دون أن تتحول هذه القوانين إلى أداة قمع للحريات الإعلامية. ويجب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأخبار والكشف عن الأخبار المزيفة للحد من تأثير التضليل. يقول جورج أورويل في روايته 1984: "من يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي، ومن يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل."، تُظهر هذه العبارة أهمية التحكم بالمعلومات كسلاح لتشكيل الواقع. في هذا السياق، تصبح الحقيقة أكثر من مجرد معرفة؛ إنها أداة مقاومة، ورمز للحرية والتحرر من السيطرة. إن التناقض بين إرادة الشعب والقوى الحاكمة لا يبقى مجرد اختلاف في الرؤى أو الأولويات، بل يمتد ليترك آثارًا عميقة ومتعددة الأبعاد على المجتمع بأسره. تتنوع هذه الانعكاسات بين التأثيرات النفسية والاجتماعية إلى الاقتصادية والسياسية، مما يُشكل عبئاً متزايدًا على الشعوب التي تعيش في ظل هذا التناقض. من أبرز انعكاسات هذا التناقض تآكل الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة. عندما يشعر المواطنون بأن أصواتهم وتطلعاتهم لا تؤخذ بعين الاعتبار، تتضاءل ثقتهم في المؤسسات الحكومية والقانونية، مما يؤدي إلى شعور عميق بالإحباط والاغتراب. كما يفقد المواطنون إيمانهم بأن النظام قادر على تحقيق العدالة والمساواة. ويتزايد الميل إلى تبني نظرة تشكيك تجاه كل ما يصدر عن الحكومة، حتى في حال كانت النوايا إيجابية.
كما تتصاعد الانقسامات الداخلية بين فئات الشعب إثر التناقض بين إرادته وإرادة القوى الحاكمة في المجتمع. تستخدم السلطات في كثير من الأحيان سياسة "فرق تسد" لتعزيز سيطرتها، ما يؤدي إلى تفتيت الجبهة الشعبية وإضعاف الحركات الاحتجاجية وزيادة التوترات العرقية أو الطائفية أو الأيديولوجية. وخلق حالة من العداء بين المجموعات المؤيدة والمعارضة للسلطة. ومع تعمق التناقض بين الإرادتين تصبح الاحتجاجات والاضطرابات والحركات الشعبية وسيلة أساسية للتعبير عن الاستياء. لكن هذه الحركات غالبًا ما تواجه بالقمع أو التجاهل، مما يؤدي إلى تصاعد العنف بين الطرفين، مع احتمالية التحول إلى صراعات طويلة الأمد. واستنزاف الموارد الوطنية في محاولات إخماد الاضطرابات بدلاً من توجيهها للتنمية. يمتد تأثير التناقض بين الإرادتين إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.إذ إن سوء إدارة الموارد بسبب الأولويات المتعارضة بين السلطة والشعب يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي. ناهيك عن زيادة معدلات البطالة والفقر نتيجة تهميش احتياجات الشعب لصالح مشروعات تخدم النخب.
اجتماعيًا وسياسياً، ويتجلى تأثير التناقض في تفاقم مشاعر الظلم والتهميش بين فئات المجتمع المختلفة. وانتشار ثقافة الاعتماد على الحلول الفردية أو الهجرة كبديل عن الإصلاح الجماعي. كما أن التناقض المستمر يخلق حالة من الإرباك الفكري، حيث يتم تضليل الشعب بأدوات الإعلام الموجه، ويؤدي ذلك إلى تراجع قدرة المواطنين على اتخاذ قرارات مبنية على وعي سياسي حقيقي. وتتحول المطالب الشعبية إلى شعارات عامة دون خطط واضحة، مما يزيد من سهولة السيطرة عليها. إنّ الصراع المستمر بين إرادة الشعب والسلطة الحاكمة يترك آثارًا نفسية عميقة على الأفراد والمجتمع ككل، ويشعر المواطنون بالعجز واليأس بسبب قلة فرص التغيير. كما يزداد الإحساس بالقلق والخوف من المستقبل، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمجتمع بأكمله. وتُعاد صياغة القيم الأخلاقية والاجتماعية بما يخدم الطرف الأقوى، فتتغير مفاهيم مثل الوطنية والولاء لتصبح أدوات تُستخدم لتبرير القمع أو التضليل. وتُهمش القيم الجوهرية مثل الحرية والعدالة والمساواة، ما يؤدي إلى تراجع النسيج الأخلاقي للمجتمع. وللتعامل مع هذه الانعكاسات، يجب تعزيز الشفافية وإشراك الشعب في صنع القرار. إلى جانب الاستثمار في التعليم والوعي السياسي لتمكين المواطنين من مواجهة التضليل، ودعم الحركات الشعبية السلمية وتقديم بدائل عملية لحل الأزمات. فهذا التناقض ليس قدرًا محتومًا، بل تحدٍ يمكن تجاوزه من خلال بناء علاقة مبنية على الثقة المتبادلة والتفاهم بين الشعب والقوى الحاكمة، حيث تُمنح الأولوية لتحقيق المصلحة العامة على حساب المصالح الفردية أو الفئوية. إن تحقيق التوازن بين إرادة الشعب وإرادة القوى الحاكمة يُعد تحديًا معقدًا، لكنه ضروري لبناء مجتمعات مستقرة وعادلة. التوازن هنا يعني إيجاد صيغة مشتركة تضمن تمثيل مصالح الشعب مع الحفاظ على فعالية المؤسسات الحاكمة. هذا التوازن لا يتحقق إلا من خلال منظومة شاملة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية والثقة المتبادلة بين الطرفين. الى ذلك يعد إرساء الشفافية والمساءلة حجر الزاوية في بناء علاقة صحية بين الشعب والسلطة إذ يجب على القوى الحاكمة الكشف عن سياساتها بوضوح لضمان أن تكون متماشية مع تطلعات الشعب. وتعزيز المساءلة من خلال مؤسسات رقابية مستقلة قادرة على محاسبة المسؤولين عند حدوث تجاوزات. ومن الضروري تمكين المجالس التشريعية باعتبارها ممثلًا للشعب وقادرة على مواجهة القرارات التي تخالف مصالحه. ودعم استقلال القضاء ليكون حاميًا للحقوق وضامنًا للعدالة. ولا بد من تعزيز مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات كي يشعر الشعب بأنه شريك حقيقي في صنع القرار، وليس مجرد متلقٍ للسياسات. إضافة إلى تشجيع الحوار الوطني المفتوح حول القضايا الكبرى. وتمكين المجتمع المدني ويكون له دور رقابي وتوعوي فعال. وهنا يجب التركيز على التعليم الذي يعزز التفكير النقدي والاستقلالية. ودعم الإعلام الحر والمستقل كمصدر للمعلومات الموثوقة والموضوعية. كما يجب أيضاً إرساء العدالة الاجتماعية لأن التفاوت الاقتصادي والاجتماعي من أبرز أسباب التوتر بين الشعب والقوى الحاكمة. لذا يجب أن تُصمم السياسات الاقتصادية لضمان توزيع عادل للثروة وتقليل الفجوات بين الطبقات. وتقديم خدمات اجتماعية كالتعليم والصحة للجميع دون تمييز، لتعزيز شعور المواطنين بالمساواة. وبناء ثقافة الحوار والتفاهم وأن تُظهر القوى الحاكمة استعدادها للاستماع إلى مطالب الشعب والتعامل معها بجدية. وتعزيز لغة الحوار السلمي بدلًا من القمع أو التصعيد، ما يفتح المجال للتوصل إلى حلول وسطية ترضي جميع الأطراف. من الأمثلة على التوازن الناجح نجد بعض التجارب الدولية الملهمة في تحقيق التوازن بين الشعب والسلطة كما في الدول الإسكندنافية حيث تُدار المجتمعات عبر أنظمة تشريعية فعالة تضمن المشاركة الشعبية الحقيقية وتوفير الخدمات العامة بعدل. وكذلك في جنوب إفريقيا، حيث تمكنت من بناء توازن بين إرادة الشعب والسلطة من خلال المصالحة الوطنية والحوار الشامل. إن تحقيق التوازن لا يعود بالنفع فقط على الشعب، بل يمتد أثره إلى القوى الحاكمة أيضًا ويقلل من احتمالات الاحتجاجات والاضطرابات. ويعزز استقرار النظام السياسي على المدى الطويل. ويخلق مناخًا من الثقة يُساعد على بناء اقتصاد قوي ومجتمع متماسك. ويبقى التناقض بين إرادة الشعب وإرادة القوى الحاكمة يمثل تحديًا معقدًا، لكنه ليس مستعصيًا على الحل. فالتاريخ يثبت أن الشعوب التي تعي حقوقها تمتلك القدرة على تغيير الواقع، وأن الأنظمة الحاكمة التي تستجيب لمطالب شعبها تُحقق استقرارًا مستدامًا.
لذا فان البحث عن التوازن بين الإرادتين ضرورة عملية لإرساء العدالة، وتحقيق التنمية، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. لكنه يتطلب التزامًا مشتركًاو شعوبا واعية قادرة على التعبير عن إرادتها بطرق حضارية وسلمية، وسلطات مسؤولة تُدرك أن قوتها الحقيقية تكمن في رضا شعوبها ودعمهم.
في النهاية، يظل الطريق إلى هذا التوازن محفوفًا بالتحديات، لكنه أيضًا مليء بالفرص. عندما تتحقق الشفافية، وتحترم الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة، يصبح من الممكن بناء مجتمعات تسودها الحرية، العدالة، والتفاهم المتبادل بين الشعب وحكامه.