
فتنة العقل السياسي العربي والنهضة المتخيلة - 1 -

د. قاسم جمعة
10/5/2025، 9:59:14 ص
نعيش في عالم يحتضر ويجهل انه يحتضر ويمعن في الكذب على نفسه لانه يصر على تزيين غروب شمسه بألوان شروق العصر الذهبي... (رينيه شار)
▪︎ عقل عقيم و منهج تخيلي
أنبهر العربي بالغرب وتراثه (حضارة اليونان والثقافة الغربية الحديثة) وأنبهر بتراثه العربي الاسلامي وما أنتجه عقله مرة اخرى. وأختلف العقل العربي، امام هذه (الفتنة) التي أستحوذت على خطابات مفكري الاطراف المتجادلة، حول من يتولى الاولوية ومن يتيح للحياة، التمدن والانتعاش والمواكبة مع ما يحصل من أحداث واشكاليات عملية وتنظيمية وقضايا فكرية وسياسية صدمت العرب وقناعاته المجتمعية. فالعلاقة مع الغرب شكلت ركنا مهما من هموم المثقف العربي النهضوي منذ بداية النهضة العربية الحديثة، والفكر والثقافة العربية عموما في علاقة مباشرة او غير مباشرة مع الفكر والثقافة الغربية،بحيث شكلت هذه العلاقة بأشكاليتها وموضوعاتها جزءا اساسيا من مرجعية وتاريخية الفكر العربي الحديث والمعاصر ،خاصة على مستوى المناهج والمفاهيم..". الفتنة لم تثمر سوى الحيرة.
وراح العقل العربي يتبارى لكي يجد حلا ممكنا لأزمته. فتخيلت الاذهان بألوانها المساجلة،ان الحل بيديها، وأصغينا نحن، لسجالهم الذي سيدوم مادامت الفتنة راسية على موانئ عقول العرب المعطلة.. فالحل بفك عقدة العلاقة بين الاصالة والمعاصرة المتولدة من العلاقة مع الغرب (الاخر) بوصفه العدو والنموذج .. الاشكالية التي تعني"في اذهاننا جميعا وجود نوع من التوتر والقلق والالتباس في العلاقة بين الماضي والمستقبل ،بين التراث والفكر المعاصر، بين الانا والاخر..الخ مما جعلها تبقى علاقة ،لا تقوم على الاتصال ولا على الانفصال، وانما على التنافر والتدافع ،والنتيجة تشويش (الحلم) النهضوي في وعينا وتعتيم الرؤية في فكرنا" .وهو ما كان يسعى له سلامة موسى في مشروعه الثقافي النهضوي ،الذي شمل الابعاد الفلسفية والسياسية والاجتماعية اذ يقول" لقد انطلقت في ايامنا حيوية جديدة في بلادنا تجدد القيم والاوزان في معاني الحياة والاجتماع والرقي ولكننا لا نزال في اختلاط وارتباك ،وتردد لا نعرف هل نأخذ بالقيم القديمة ام بالقيم الجديدة؟ ماهي النهضة؟ هل هي القيم القديمة؟ بل ان أسوأ ما أخشاه ان ننتصر على المستعمرين ونطردهم وان ننتصر على المستغلين ونخضعهم، ثم نعجز ان نهزم القرون الوسطى في حياتنا، ونعود الى دعوة عودوا الى القدماء". فسلامة موسى ينشد العقل التنويري الاوربي لخلاصنا وتحقيق النهوض. فالسؤال النهضوي كما ننقل عن الجابري" سؤال أيديولوجي مشرع، انه ليس سؤالا علميا يحلل الواقع من أجل الوصول الى قانون يعبرعن ثوابته، بل هو سؤال ينشد التغيير ويشرع له في أطار (حلم) أيديولوجي ،فهو لا يطرح الا أذا كان التغيير قد شق طريقه او أخذ يشق طريقه..الامر الذي يجعل (الحلم) بالتغيير حلما ايديولوجيا فعلا يعكس أتجاه التطور ويستعجل نتائجه يبشر بها وكأنها متحققة او على وشك التحقق". ان السؤال النهضوي اذا "هو السؤال الحالم المتجه الى المستقبل بطبيعته، لا يتنكر للماضي ككل، بل العكس انه ينطلق من نقد الحاضر والماضي القريب، يحتمي بالماضي البعيد (الاصيل) ليوظفه لمصلحة النهضة، اي لمصلحه مشروعه المستقبلي". أعتقد أننا لابد ان نلفظ هذه الكلمات التي عدها البعض (وهم) يقتات عليه العقل العربي ،اي وهم اشكالية (الاصالة والمعاصرة) ولنعير أهمية للابداع والاتباع كما يرى فؤاد زكريا، في خطاب(ه)الى العقل العربي، وهو عنوان كتابه، أذ يقول"ان هذين البديلين يكشفان عن أشكالات اساسية في علاقتنا بالزمن وبالجانب التقويمي ". هناك تداخل اساسي بين البعدين (الزمني والتقويمي) في أستخدامنا لكلمتي الاصالة والمعاصرة، وهذا التداخل هو الذي يثير الأشكالات، لان الدعوة الى الاصالة، أذا فهمت بمعنى الرجوع الى الاصل وأيقاف مسيرة التاريخ، تصبح الدعوة مستحيلة فضلا عن كونها متخلفة.
أما أذا فهمت بمعنى البحث عما هو أصيل وغير مسبوق، فأنها تصبح تعبيرا عن هدف جدير حقا بأن نسعى اليه، وبالمثل فأن الدعوة الى المعاصرة، أذا فهمت بمعنى الحياة في الفترة الحاضرة تصبح تحصيلا حاصلا، مادام هذا أمرا مفروضا علينا، وما دام العصر فينا ونحن فيه بحكم وضعنا الانساني نفسه، اما أذا فهمت بمعنى البحث عن الافضل والاكثر تقدما في هذا العصر ، فأنها تصبح عندئذ غاية تستحق ان نسعى الى تحقيقها".ا لمهم عند زكريا الاهتمام بالمنهج قبل المضمون الذي يعده عاملا مهما لحصول الارباك الثقافي والنهضوي العربي. لكن الفريق الآخر لم يكن راسيا على ميناء راكد، بل تخلخلت عنده الارض وسعى بالعنف مركبا يزيح كل شي أمامه ورفع راية الحاكمية للسماء، والارض لابد أن تنصاع لأحكام ونواهي الاله.فأنتهى العقل العربي مودعا الفلسفة وأرتمى بحضن الدين متوارثا ما لقنه له (الغزالي).حتى ان (أدونيس) تمنى ان يقرأ الغزالي نيتشه في احدى تخيلاته الشعرية قائلا : كيف يقيض لي ان اجعل الغزالي ان يقرأ نيتشه..
ان الفلسفة تدفع بالتخيل الى مرتبة المعرفة كما علمنا (كانت) عندما اعتبر التخيل ملكة مهمة لتحقيق الفهم والادراك(ينظر كتابه نقد ملكة الحكم مثلا). والدين يدغدغ التخيل لينام الوهم مرتاح البال بعد ان صار قوت الفقراء كما عبر ريجيس دوبريه، لا افيونه كما قال ماركس المغربي ( كما ينعته البعض)..ولذا نادى بصيغة لا تخلو من الخطابية (د.زكريا ابراهيم)الشباب العربي،الى ضرورة الاهتمام بالفلسفة كونها تشخيص للواقع وتحرير للمجتمع أذ "في الفلسفة ضربا من التشخيص العميق لأدواء مجتمعنا المعاصر:فأن المعرفة العميقة-والمعرفة العميقة اولا وقبل كل شيء- هي التي ستتكفل بتحرير مجتمعنا،محررة في الوقت نفسه كل افراده!". والكاتب الحقيقي برأيه ،لابد ان يفهم ما يحصل ولماذا نحن متخلفين ؟ وما اسباب تخلفنا؟" اننا متخلفون فكريا: لاننا نفكر بلا منهج،نفكر بطريقة اعتباطية ،نفكر على نحو عشوائي، نفكر دائما تفكيرا ارتجاليا، وكثيرا ما تسبق ألفاظنا أفكارنا، فلا يكون (القول)عندنا مكافئا (للفكر) ولاتجيء الكلمة عندنا على قد الفكرة". وتفكيرنا هو تبريري واسطوري ومسبق وجاهز. والتجديد يتم من خلال تجاوز ما هو راهن عندنا، مع اهمية التراث نحتاج كذلك الى التجديد في طريقة تفكيرنا نحو طرق تتيح الحريات والتفلسف الحر. حتى أن الاهتمام باللفظ عندنا ،ميزة ثقافية كما دلل على ذلك صاحب المقابسات ،أذ اُعيد احياء خطاب الثقافة القديمة، الذي انتقده التوحيدي في القرن الرابع للهجرة، عند مثقفينا المعاصرين. أنهم مثقفو مقابسات وليس همهم ألانصياع للمنهجية ونسيان الواقع المرير. وهو ما دعى هشام شرابي مثلا الى ضرورة تبني ما أسماه (النقد الحضاري) والذي مهمته "تتعدى نقد الفكر المجرد ونظرياته وتهدف الى كسر الدائرة المفرغة التي عاشها المجتمع العربي في المئة سنة الاخيرة،تناقضا مستمرا بين القول والعمل وحالة مميتة من العجز والشلل ".
ومن هنا علينا برأي صادق جلال العظم "أذا اردنا الا نبقى على مستوى التمتع السطحي بنتائج العلم الحديث،ومجرد الاستفادة من ثمار تطبيقاته العملية فعلينا بدراسة جذوره والبيئة الحضارية والثقافية التي بزغ فيها،والنتائج التي أدى اليها ،والتغيرات الجذرية التي فرضها على المجتمعات المتأثرة به".. بل ان مثقفي التحديث ولدو لدينا شعورا ب(اليتم التاريخي) أذ ان "الناظر في اغلب الخطابات التحديثية يدرك انها تحمل في ما خفي منها احساسا باليتم التاريخي مرده التسليم بأن الانكسار الذي حدث في الفترة التي تنعت بكونها (عصور الانحطاط) قد خلق في مسار الثقافة العربية ،فجوة تجعل امكانية تجديد اسئلتها مسألة اعتى من ان تطال"..وهذا اليتم التاريخي سيولد جملة من النتائج منها انه "سيجعل اغلب الخطابات التحديثية تواجه التاريخ بالرغبات والاهواء.وهو الذي سيلون علاقة منتج الخطاب بمنجزات الثقافات الغربية،وعلاقته بقديمه وراهنه.بل ان الاحساس الفاجع باليتم التاريخي سيلون الصورة الحاصلة لمنتج الخطاب عن نفسه وعن دوره في مسيرة الثقافة العربية.وهو الذي سيحدد علاقته بخطابه وعلاقته بمتلقيه المفترض". ويبدو ان هذا اليتم والانعزال التاريخي سيولد صورة مخيالية عن نفسه وعن الاخر ،عن التراث والتحديث. وبالتالي فان الصورة المتخيلة عن التراث المتولدة من الانا او الاخر ستجعل المثقف يشعر بالاغتراب والضياع،والعجز.وهذا كله يبلور بدوره صورة متخيلة عن التراث. وهو يشابه الجغرافيا الخيالية، الذي سلط عليها - أدوارد سعيد - الضوء في كتابه (الاستشراق، المفاهيم الغربية للشرق).. فالتخيل يدفع الى الاعتقاد، بأننا يمكن ان نعرف الموضوع المراد دراسته معرفة كاملة، وبالتالي لا تنوع ولا تعدد. فالكل ينضوي تحت هذه المعرفة المتخيلة عن الشرق والغرب.أذ ان التصور المخيالي عن الذات مرتبط بالتصور عن الاخر أو الغريب أو اللانحن. "فالحدود الجغرافية تصاحب الحدود الاجتماعية والعرقية والثقافية بطرائق متوقعة، لكنه كثيرا ما يكون احساس الشخص بأنه غير اجنبي قائما على تصوره عما يوجد (هناك) فيما وراء أرضه،وهو تصور ابعد ما يكون عن الدقة، أذ يبدو ان شتى ألوان الافتراضات والارتباطات والاوهام تتزاحم في المكان الموجود خارج ارض الشخص". وهو ما سهل آليات التحكم وعملها في الوسط الاستشراقي ثقافيا وعسكريا وسياسيا.. فتحولت من خطاب ينشد معرفة الشرقي الى كونه خطاب توسعي يخدم السلطة الامبريالية.. أن النهضة العربية لاسيما في الحقل الفلسفي برأي ناصيف نصار، أذا شئنا استحضاره، تعاني عند اغلب منظريها من عقدة تاريخية..بين عصر الثقافة الاسلامية وعصر الثقافة الغربية. فالثقافة الفلسفية لم تتحرر من عقدة تاريخ الفلسفة، الامر الذي يشمل أغلب تيارات الفكر الفلسفي العربي، من مادية وعقلية وروحانية وتكاملية ووجودية وشخصانية وعلمية.. من هنا دعوته للاستقلال الفلسفي والذي لا يعني الانعزال، بل التفاعل الثقافي مع الآخر والابداع والمشاركة..
وعلى ما يبدو ان مؤلفنا يستثني التيار القومي من هذه العقدة التاريخية، فكل التيارات الفلسفية بعيدة عن واقعها وعقيمة. الا "أذا استثنينا المضمون الفلسفي الموجود في تيار الفكر القومي، واقتراناته الليبرالية او الاشتراكية، يمكننا القول ان حضور الفلسفة في الثقافة العربية المعاصرة بعيدا ان يكون حضورا حقيقيا ،معبرا وفاعلا.. وخير مثال على هذا (فلسفة الثورة لجمال عبد الناصر) كنص يعبر عن نظرة ناصيف نصار القومية في توجهها الفلسفي. وبهذا تنتهي بنية وشروط (الاستقلال الفلسفي) الذي دعا أليه، من عدم الانحياز وضرورة النقد أمام ما يحصل، الى بنية أيديولوجية منحازة لخطابها وحقائقه المسبقة.
▪︎ المثقف ولاهوت النضال
يقف المفكر العربي حائرا امام هيمنة المقدس ورموزه وتوجهاته الضابطة للسلوك لدى اتباع الاله، فالتخيل الذي يعيشه هولاء، لم توفره تخيلات المفكرين الحالمين بتحقق الفتنة واسقاط الاصنام. والالهة ربما لا تسقط دوما بالعكس مما تخيل ادوارد سعيد عندما عنون كتابه (الالهة التي تسقط دوما) ما دام المال حيا والوهم ينعش الموتى الاحياء على درب المقدس... لقد قطعت أوصال التخيل المنتج، وانتجت لنا العقلانية (المترأسملة) اذا جاز القول خيالا قبيحا نتج عن تحالفه مع الدين رؤوسا بلحى دشنت اعلام(نا) الثقافي العربي ،وطارت ولم تصغ احلامنا لخيالنا الرديء المتسكع على موائد الفقر العلمي، ونهب الاشراف منا الارض وتوسلت اياديهم ان يطول البقاء بالجوع والفقر والتخلف والجهل والايحاء المميت وبارك الاله بهم، لانهم وجدوا من ينصت باكيا على ما ينطقون به من عنف مقدس ،فطلت علينا هذه المرة مجاميع بعمائم مدشدشة(من الدشداشة) تلقي علينا العلم زقا زقا لكي ننهض بعد ان تأخرنا وقام الغرب بعد رقاده الطويل كما نفهم من مقال شكيب ارسلان (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم).. فهل علينا كما نوه الى ذلك معن زيادة، ان نحفظ اسئلة النهضة والدروس المهمة الخطرة المحايثة لظهورها فنحن "لا نحتاج لان نفصل فيها فقط،بل نحتاج لان نحفظها عن ظهر قلب،عسى ان يكون ذلك معينا لنا في معركة التحديث، معركة البقاء،معركة الحياة". ام نكشف مع(غالي شكري مثلا) صلب التناقض في خطاب نهضة العرب في قبالة النهضة الاوربية، اذ ان سبب الاضطراب، بيننا وبين الغرب،هو ان نهضة الغرب تعتمد على (السوق) بعكس ثقافة نهضتنا،وهو يتسائل قائلا بالرغم من ذلك الاحتكاك الثقافي المصبوغ ، بنزعة استعمارية من جهة الغرب تجاه العرب ،"هل كان من الممكن ان تنفجر نهضتنا بغير شرارة الحضارة القادمة من بونابرت؟والجواب (الافتراضي) انه كان ممكنا،سواء تأخر بنا الزمن قليلا او كثيرا.ولكن الجواب يظل ناقصا اذا لم نتسائل مرة اخرى:هل كان التقاطع بيننا وبين الحضارة الغربية الحديثة حتميا،حتى اذا لم نكن قد ألتقينا بها،على النحو الذي حدث،لقاء القاهرين والمقهورين؟" فلابد لمشاريع التحديث النهضوي ان تكون ،مشاريع وحدوية وقومية ونضالية لا قطرية محلية؟!!..كما يردد (غصيب) ولاشك انه منطق يكشف أستتاره للاحياء المزعوم،اذ ان مفهوم الاحياء للتراث يصمت ويسكت عن اشياء مهمة" فهو في ظاهره بريء وشفاف،لكنه في الواقع مضمخ بالذنب الايديولوجي حتى الثمالة.ولاسبب الى التحرر من سطوته الايديولوجية التنويمية،الا بتعريته والكشف عن عوراته ومواطن الصمت الايديولوجي فيه". فطالما تتم الدعوة الى الاحياء بعيدا عن فهمم شروط الاحياء ذاته. والتي هي معرفة التراث والمنهجية الملائمة لأحياء التراث.والاهم من ذلك معرفة الذات الحاضرة"علينا ان نبدأ بفهم هذه الذات،ثم بتسليط النقد عليها من منطلق ما يعتريها من تناقضات داخلية متجذرة في قلب المجتمع،حتى يتسنى لنا استخلاص ولادة مبدئية عما نريد تطويره من منهجيات ملائمة لاستنطاق التراث"..وعليه فان خلاصة ما يريد قوله غصيب هو العمل على ضرورة:
- معرفة التراث ودراسته.
- تشكيل جماعة علمية عربية مؤهلة علميا لدراسة التراث.عبر تغيير في مؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية.
- تحديد المنهجيات الملائمة لدراسة التراث وشروط تطبيقها.
- معرفة الذات العربية الحديثة.
- نقد ذاتي للأنا الحضارية .
- احياء التراث الاوربي في وجداننا... .
ان النهضة حلم الحالمين العرب. والغرب بالنسبة لنا رمز الأفتتان ،لابد ان نبقى نحن ويبقون هم هناك كما هم، نتبادل الوهم المتخيل حول صورة كل منا،فهم العلة بتأخرنا، ونحن نحن ،ألا تعرف من نحن، فلترفع يدك عني لانهض.!