
أول حوار مباشر من نوعه... "مراصد" تحاور أنظمة الذكاء الإصطناعي مجتمعة حول قضايا العراق والمنطقة والعالم !!!

مراصد
29/5/2025، 10:58:46 ص
▪︎ تحذيرات من أزمات عراقية قد تفجر الخلافات المؤجلة وتعصف بالمشهد السياسي القائم !!
▪︎ توقعات مقلقة من نتائج الإنتخابات القادمة والنووي الإيراني وحرب القرم !!
الجزء الثاني
أدار الحوار :
الخبير المعتمد والكاتب المتخصص
الزميل - رائد مهدي صالح
في ظل الطفرة الكبيرة في البرامج الحوارية على "الشاشة الصغيرة"، التي تزدحم بوجهات نظر متباينة ومختصرة، حول مختلف شؤون العالم، قررت منصة "مراصد" خوض أول تجربة فريدة من نوعها.
فقد أجرت حوارا سياسيا شاملا ومباشرا تناول أبرز وأهم قضايا الساعة والملفات الساخنة عراقيا وعربيا وإقليميا ودوليا، بدء من النتائج المتوقعة للإنتخابات القادمة، ومستقبل العملية السياسية في العراق في ظل تأرجح الوضع الإقتصادي والمتغيرات الشرق أوسطية، وأوضاع سوق الطاقة وتقلبات أسعار النفط، ومفاوضات البرنامج النووي الإيراني، والحرب الأوكرانية الروسية، وتوترات أزمة تايوان، مع أشهر روبوتات الدردشة الذكية: ديب سيك (Deepseek)، وجات جي بي تي (ChatGPT)، وجمناي (Gemini)، في خطوة غير تقليدية لاستكشاف رؤى جديدة من قلب الذكاء الاصطناعي.
▪︎ تنويه:::
- جميع الإجابات المذكورة في هذا التقرير تعبر عن آراء روبوتات الدردشة نفسها، ولم يتم التدخل في صياغتها نهائيا.
- تتميز تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) الحوارية بقدرتها الشاملة على التعلم والفهم، حيث يستطيع كل منها أداء أي مهمة معرفية يمكن للإنسان القيام بها، دون أن يكون محصورًا في مجال واحد.
- يتمتع هذا النوع من التطبيقات، التي يُطلق عليها اسم روبوتات الدردشة (chatbot)، بقدرة عالية على التعلم من تجارب جديدة دون الحاجة إلى تدريب خاص على كل مهمة. كما تمتاز بفهم عميق للسياق واتخاذ ردود مبنية على تحليل شامل للمعلومات، مما يمنحها نوعًا من الوعي الظرفي.
- بإمكان هذه التطبيقات تنفيذ مهام متعددة بكفاءة، مثل التحليل أو الإبداع، وتعمل باستقلالية نسبية تتيح لها التطور والعمل دون إشراف دائم.
- لإدارة اللقاء بشكل احترافي، تم استضافة روبوتات الدردشة عن طريق تطبيق (Curiso.ai)، الذي يتيح ربط تطبيقات الذكاء الاصطناعي ببعضها في بيئة تدعم تبادل المعلومات.
- يتسنى لكل أداة الاطلاع على ردود أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ومن خلال السياق تُولد ردودا مختلفة حسب موضوع النقاش ضمن بيئة مفتوحة ومتصلة مباشرة بالإنترنت.
- سرعة شبكة الانترنيت كانت متوسطة، مما أتاح للتطبيقات البحث والوصول للنتائج بسهولة الى حد ما.
- أغلب الردود متوافقة، خاصة بالشان العراقي، بخلاف الشان السوري، لكون بعض الردود تشير الى حقبة ما قبل تغيير النظام في دمشق.
- ديب سيك هو الاسرع في تكوين المحتوى والتعامل مع عدة مصادر ضمن وقت قياسي، مقارنة مع جمناي و جات جي بي تي.
- الردود تعتمد على مدى سرعة تحليل السؤال والوصول للمعلومات عبر الانترنت، لذا غالبا ما يكون هناك اختلاف في الرد. وهنا يلعب الموقع الجغرافي ووفرة المعلومات دورهما في هذا الإختلاف.
- كل الاسئلة المطروحة تمت الإجابة عليها في جلسة واحدة.
▪︎ مراصد : يخشى الكثير من العراقيين التدخل الخارجي في مسار الانتخابات المقبلة... هل تعتقد أن هذه الخشية باتت تقلق الحريصين على مستقبل العراق؟
- جمناي:
نعم، خشية العراقيين من التدخل الخارجي في مسار الانتخابات المقبلة باتت تقلق بشدة الحريصين على مستقبل العراق. هذا القلق نابع من تجارب سابقة رسخت قناعة بأن التدخلات الإقليمية والدولية يمكن أن تشوه إرادة الناخبين، وتؤثر على تشكيل الحكومات، وتعمق الانقسامات الداخلية، مما يقوض السيادة الوطنية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي ويهدد استقرار البلاد على المدى الطويل.
- ديب سيك:
نعم، يخشى غالبية العراقيين - وبحق - من التدخل الخارجي في الانتخابات المقبلة، خاصة من إيران والولايات المتحدة ودول الجوار، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للعملية الديمقراطية ويقلق كل الحريصين على استقلال العراق. فالتدخل يأخذ أشكالًا متعددة: تمويل أحزاب موالية، ضغوط سياسية، وحتى التهديد الأمني. هذه الممارسات تشوه الإرادة الشعبية وتكرس التبعية للخارج، مما يؤخر بناء دولة عراقية مستقرة وقوية. في ظل الانقسامات الداخلية والضعف المؤسسي، يصبح العراق ساحة سهلة للصراعات الإقليمية والدولية، ما يعمق الأزمات ويُبعد الحلول. الخطر الأكبر هو تحول الانتخابات إلى مجرد أداة لترسيخ النفوذ الخارجي بدلاً من أن تكون تعبيرًا حقيقيًا عن إرادة العراقيين.
- جات جي بي تي:
نعم، تزايدت خشية العراقيين من التدخل الخارجي في مسار الانتخابات المقبلة، خصوصًا في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية وتأثيرها الواضح على القرار السياسي. هذه المخاوف باتت تؤرق الحريصين على مستقبل العراق، إذ يُنظر إلى أي تدخل على أنه تهديد مباشر لسيادة البلاد ولنزاهة العملية الديمقراطية، ويزيد من فقدان الثقة الشعبية بالمؤسسات. في هذا السياق، يُعد تحصين الانتخابات من التأثيرات الخارجية أولوية لضمان استقرار سياسي حقيقي يُعبّر عن إرادة العراقيين لا عن مصالح الخارج.
▪︎ مراصد: هل نحن أمام مشهد سياسي مغاير في العراق قد نراه عقب الانتخابات؟!
- ديب سيك:
المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات، تغيير في الشكل لا في الجوهر. من المتوقع أن تشهد الانتخابات تحولات ظاهرية، مثل صعود وجوه جديدة أو تحالفات معدلة، لكن النظام السياسي القائم على المحاصصة والتبعية للخارج سيظل مسيطرا. قد نرى بعض التغييرات، مثل :
- تقدم التيار الصدري أو قوى إصلاحية محدودة، لكنها ستواجه عوائق النظام.
- تراجع بعض الأحزاب التقليدية لصالح كتل أخرى، دون تغيير جذري في المعادلة.
- زيادة التدخل الإقليمي (إيران، تركيا، الخليج) عبر دعم أحزاب موالية. لكن في النهاية، الأزمات الهيكلية (الفساد، ضعف الخدمات، التبعية الاقتصادية) ستستمر، وسيبقى التغيير الحقيقي رهينًا بضغوط شعبية مستمرة أو تحولات إقليمية غير متوقعة. الانتخابات قد تُحدث هزة سياسية، لكنها لن تقلب النظام من جذوره.
- جات جي بي تي:
نعم، العراق يبدو مقبلًا على مشهد سياسي مغاير بعد الانتخابات المقبلة، في ظل تفكك التحالفات التقليدية، ومقاطعة قوى مؤثرة مثل التيار الصدري، وتزايد الانقسام داخل الكتل السياسية. هذا التحول قد يؤدي إلى برلمان أكثر تشتتا وصعوبة أكبر في تشكيل حكومة متماسكة، مما يفتح الباب أمام إعادة ترتيب خارطة النفوذ السياسي، سواء عبر بروز قوى جديدة أو تحالفات غير تقليدية. ومع تصاعد المخاوف من التدخلات الخارجية وضعف ثقة الشارع، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرا في شكل الحكم وطبيعة التفاهمات، لكنها تظل رهينة بقدرة الأطراف على تجنب الصراع والانفتاح على إصلاح حقيقي.
- جمناي:
الراجح أن العراق لن يشهد مشهدا سياسيا مغايرا بشكل جذري عقب انتخابات نوفمبر 2025. فمع استمرار نظام المحاصصة الطائفية، وتفتت الكتل السياسية، وتأثير التدخلات الإقليمية، يُتوقع أن تفرز الانتخابات برلمانا منقسما يصعّب التوافق، مما يضمن استمرار الأزمات الهيكلية كالبطالة والفساد وضعف الخدمات. ورغم الضغوط والمطالبات الشعبية بالإصلاح، فإن التغيير الحقيقي يبقى مرهونًا بإصلاح النظام الانتخابي نفسه وهيكلة العملية السياسية برمتها، وهو ما يبدو غير مرجح على المدى القصير بعد هذه الانتخابات.
▪︎ مراصد : الأتمتة باتت تُشغل المعنيين لدورها في تقنين سوق العمل في عدة مجالات وسط قلق شعبي.. ما هي أبرز التداعيات على سوق العمل العراقية؟
- ديب سيك:
باتت الأتمتة تهدد العديد من الوظائف التقليدية في العراق، خاصة في القطاعات الحكومية المثقلة بالتوظيف الزائد، مثل البنوك والإدارات العامة، حيث قد تؤدي التقنيات الحديثة إلى تقليص الحاجة إلى العمالة البشرية. كما أن تبني الأتمتة في القطاع النفطي - العمود الفقري للاقتصاد - قد يقلل فرص العمل اليدوي، مما يفاقم البطالة بين الشباب. لكن الأتمتة قد تخلق أيضًا فرصًا جديدة في مجالات مثل البرمجة وتحليل البيانات، إذا تم استثمار التدريب والتأهيل. المشكلة أن النظام التعليمي العراقي غير مؤهل لمواكبة هذه التحولات، مما يزيد الفجوة بين المهارات المطلوبة والقوى العاملة. الخطر الأكبر هو تفاقم البطالة والاحتقان الاجتماعي إذا لم يتم إدارة هذا التحول بسياسات ذكية، مثل إعادة تأهيل العمالة وتشجيع ريادة الأعمال التقنية. بدون ذلك، ستزيد الأتمتة من أزمات سوق العمل بدلاً من حلها.
- جات جي بي تي:
تهدد الأتمتة إزاحة عدد كبير من الوظائف التقليدية، خصوصًا في القطاعات ذات الكثافة العمالية مثل الزراعة، والخدمات، والإدارة العامة، دون أن يقابل ذلك حتى الآن استعداد مؤسسي كافٍ لإعادة تأهيل القوى العاملة أو تطوير مهارات رقمية بديلة. في ظل اقتصاد ريعي يعاني من بطالة عالية، وغياب سياسات تعليمية وتقنية تواكب التحول الرقمي، فإن الأتمتة قد تفاقم الفجوة الاجتماعية وتزيد من قلق الشباب الباحث عن فرص عمل حقيقية، ما لم تتبنَّ الدولة رؤية واضحة تدمج التكنولوجيا بالتنمية البشرية وتعيد هيكلة سوق العمل بما يضمن التوازن بين الكفاءة التقنية والعدالة الاجتماعية.
- جمناي:
الأتمتة والذكاء الاصطناعي يفرضان تداعيات كبيرة على سوق العمل العراقي، رغم أن العراق لا يزال في مراحله الأولى من التحول الرقمي ويواجه تحديات بنيوية. أبرز التداعيات هي فقدان الوظائف التقليدية والروتينية، خاصة في قطاعات مثل التصنيع، والتجارة، والمبيعات، والوظائف المكتبية، ما يثير قلقًا شعبيا من البطالة المتزايدة. كما ستخلق الأتمتة فجوة في المهارات، حيث ستتطلب الوظائف الجديدة مهارات رقمية ومعرفية متقدمة مثل تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، بينما يفتقر جزء كبير من القوى العاملة الحالية لهذه المهارات. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الأتمتة إلى زيادة عدم المساواة الاقتصادية، حيث تستفيد الشركات الكبيرة القادرة على الاستثمار في هذه التقنيات، بينما تكافح الشركات الصغيرة والعمال ذوو الأجور المنخفضة. يتطلب التكيف مع هذه التحولات وضع استراتيجيات حكومية للتدريب وإعادة التأهيل، وتطوير البنية التحتية الرقمية، لضمان استغلال فرص النمو التي تقدمها الأتمتة بدلاً من أن تتحول إلى تهديد.
▪︎ مراصد: ما هي التوقعات لمستقبل سوريا؟ وما هي سيناريوهات التقسيم المحتملة؟ وتأثير ذلك على العراق ودول الجوار؟
- جمناي:
مستقبل سوريا لا يزال ضبابيا ومعقدا، ومن المرجح أن يستمر التوتر وعدم الاستقرار. المشهد السياسي سيبقى غير مستقر، مع بيئة معقدة تتنافس فيها مجموعات مختلفة لضمان موقعها، وتصادم مصالح داخلية وخارجية. سيناريوهات التقسيم المحتملة، التقسيم الفعلي لسوريا إلى دويلات هو سيناريو مطروح كـ"فزاعة سياسية" لكنه يظل احتمالا واقعيا لدى بعض المحللين، خاصة مع استمرار بقاء القوى الدولية والإقليمية على الأراضي السورية وتعدد مناطق النفوذ. يمكن أن يشمل هذا التقسيم مناطق سيطرة مختلفة. تأثير ذلك على العراق ودول الجوار:
- على العراق: سيؤدي أي تقسيم لسوريا أو تفاقم عدم الاستقرار فيها إلى تداعيات أمنية خطيرة على العراق. استمرار عدم الاستقرار يغذي الجماعات المتطرفة ويعزز فرص تسللهم عبر الحدود الطويلة وغير المنضبطة بين البلدين كما حدث مع داعش سابقًا، مما يهدد الأمن القومي العراقي. كما يمكن أن يؤثر على ملفات المياه والحدود. العراق يؤكد دائما أن "تقسيم سوريا خط أحمر" ويدعو إلى حل سياسي يحافظ على وحدة الأراضي السورية لضمان أمنه واستقراره.
على دول الجوار الأخرى تركيا، الأردن، لبنان، إسرائيل:
- تركيا: تسعى لتعزيز نفوذها في الشمال السوري لمواجهة أي مشروع انفصالي كردي، وتأمين حدودها. أي تقسيم قد يزيد أو يقلل من تحقيق هذه الأهداف حسب شكل التقسيم.
- الأردن ولبنان: سيتأثران بشكل كبير بتدفقات اللاجئين المحتملة وتصاعد التوترات الأمنية على حدودهما، مما يفاقم أزماتهما الاقتصادية والاجتماعية القائمة.
- إسرائيل: ستظل تراقب عن كثب أي تحركات إيرانية أو لـ"حزب الله" قرب حدودها، وقد تتدخل عسكريا للحفاظ على أمنها، مما يزيد من احتمالية التصعيد الإقليمي.
بشكل عام، مستقبل سوريا يميل نحو استمرار حالة اللا حرب واللا سلم، مع مناطق نفوذ متعددة، بينما يبقى شبح التقسيم كسيناريو صعب التنفيذ ولكنه ليس مستبعدا تماما في ظل غياب حل سياسي شامل. أي تطور في سوريا سيؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار دول الجوار، خاصة العراق الذي يمتلك حدودًا طويلة وتداخلات عميقة معها.
- ديب سيك:
تشير المعطيات الحالية إلى استمرار الوضع السوري في حالة من التجزئة الواقعية لفترة طويلة، حيث تتحول البلاد تدريجيا إلى كيان هجين يجمع بين حكومة مركزية ضعيفة في دمشق وأقاليم شبه مستقلة تخضع لنفوذ القوى الإقليمية والدولية. المحركات الرئيسة لهذا المشهد تشمل ديناميات النفوذ الإقليمي:
- روسيا: حريصة على الحفاظ على مكاسبها الاستراتيجية في طرطوس وحميميم.
- إيران: تواصل بناء "الممر البري" عبر العراق إلى سوريا ولبنان.
- تركيا: مصممة على الحفاظ على وجودها في الشمال السوري كمنطقة عازلة.
- الولايات المتحدة: تحتفظ بوجود محدود في مناطق النفط الشرقية.
التفكك التدريجي في حال فشل التسويات :
- تحول الخطوط الأمامية إلى حدود دائمة بحكم الأمر الواقع.
- بروز كيانات محلية مرتبطة بالقوى الداعمة لها.
- تصاعد النزاعات المحلية على الموارد والحدود.
التداعيات على العراق تحديدا :
- أمنية: خطر تجدد نشاط الخلايا الإرهابية في المناطق الحدودية.
- سياسية: تصاعد التنافس الإيراني-التركي على الأراضي العراقية.
- اقتصادية: تعطيل مشاريع الربط التجاري والطاقي مع البحر المتوسط.
- اجتماعية: استمرار تدفق النازحين السوريين إلى العراق.
المخاطر الإقليمية العابرة للحدود :
- تصاعد المواجهات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية.
- استمرار أزمة النزوح السوري كعامل ضغط على دول الجوار.
- تأثير الوضع السوري على استقرار لبنان والأردن.
الخلاصة الجوهرية أن سوريا ستظل لعقود قادمة "دولة فاشلة" بحكم الواقع، مع استحالة العودة إلى حدودها ونظامها ما قبل 2011. التداعيات الأكثر خطورة على العراق ستتمثل في :
- تحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
- استنزاف موارده في التعامل مع تبعات الأزمة السورية.
- تعريض أمنه الداخلي لمخاطر متجددة بسبب عدم استقرار جيرانه.
- جات جي بي تي:
مستقبل سوريا يبقى معلقًا بين سيناريوهين رئيسيين: إما تثبيت الأمر الواقع بتقسيم غير معلن إلى مناطق نفوذ، أو انطلاق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة الدولة، رغم أن الاحتمال الثاني لا يزال بعيدا في ظل تعقيدات الداخل وتشابك المصالح الدولية. التقسيم الفعلي المحتمل يتمثل في بقاء ثلاث مناطق رئيسة: مناطق سيطرة النظام الحالي، مناطق الشمال الشرقي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي، ومناطق المعارضة في الشمال الغربي بدعم تركي. هذا الوضع إذا استمر، قد يُكرِّس واقعًا طويل الأمد شبيها بتقسيم فعلي، ويؤثر بشكل مباشر على العراق من خلال زيادة الضغط الأمني على حدوده الغربية، وتوسيع نفوذ القوى الإقليمية المنافسة، إضافة إلى تأثيره على ملف اللاجئين، والتوازنات الكردية، واحتمالات انتقال الفوضى إلى الداخل العراقي. كما يعمّق هذا الواقع التصدع في الإقليم ويؤخّر أي مشروع استقرار شامل في الشرق الأوسط.
▪︎ مراصد : ما زال الذكاء الاصطناعي يتجدد بشكل شبه يومي.. كيف تنظر إلى أتمتة الوظائف الحكومية والتعليمية والصحية في الشرق الأوسط؟ وما انعكاس ذلك على سوق العمل؟ وهل تعتقد هناك تأثير على سوق العمل في العراق؟
- جات جي بي تي:
مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، تتجه أتمتة الوظائف الحكومية والتعليمية والصحية في الشرق الأوسط إلى تحسين الكفاءة وجودة الخدمات، لكنها تثير قلقا متزايدا بشأن فقدان بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك التي تعتمد على المهام الروتينية. في المنطقة التي تعاني من تحديات اقتصادية وبطالة مرتفعة، قد تؤدي الأتمتة إلى تضخم أعداد العاطلين إذا لم تصاحبها سياسات قوية لإعادة التدريب والتأهيل المهني. بالنسبة للعراق، حيث يعتمد سوق العمل بشكل كبير على الوظائف الحكومية ومحدودية التنوع الاقتصادي، فإن تأثير الأتمتة سيكون مزدوجا: فرصة لتحسين الخدمات وتحديث الإدارة، لكن مع خطر فقدان وظائف وعدم قدرة السوق على استيعاب القوى العاملة المتزايدة. لذا، من الضروري تبني استراتيجيات شاملة تجمع بين التكنولوجيا والتنمية البشرية لضمان انتقال عادل ومستدام نحو اقتصاد رقمي.
- ديب سيك:
يشهد الشرق الأوسط تحولا جذريا نحو الأتمتة في القطاعات الحيوية، حيث تقود دول الخليج هذه الرحلة عبر تبني الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية والتعليم الرقمي والروبوتات الطبية، بينما تتخلف دول أخرى مثل العراق بسبب البنى التحتية الهشة وأنظمة المحاصصة. هذا التحول يخلق مفارقة صارخة: فبينما يختفي 25% من الوظائف الروتينية، تبرز فرص جديدة في تحليل البيانات والبرمجة، لكن الفجوة تتسع بين مخرجات التعليم التقليدي ومتطلبات سوق العمل المستقبلية. في العراق تحديدا، تتفاقم الأزمة بسبب مقاومة التغيير وضعف الاستثمار الرقمي، ما يهدد بموجة بطالة غير مسبوقة بين جيل الشباب. الحل يكمن في إطلاق "ثورة تعليمية" عاجلة تركز على المهارات الرقمية، وإعادة تأهيل القوى العاملة، وبناء شراكات مع القطاع الخاص لتطوير البنية التقنية. الدول التي ستتخذ هذه الإجراءات ستنجو من العاصفة القادمة، أما تلك التي ستتجاهل التحول الرقمي فستجد نفسها على هامش الاقتصاد العالمي.
- جمناي:
يفرض التجدد شبه اليومي للذكاء الاصطناعي تحولات كبرى على أسواق العمل عالميا، وهذا يشمل الشرق الأوسط والعراق بوتيرة متفاوتة. في القطاعات الحكومية، والتعليمية، والصحية بالشرق الأوسط، ستؤدي الأتمتة المتزايدة للوظائف الروتينية إلى تعزيز الكفاءة، ولكنها قد تؤثر على أعداد الموظفين. ففي الحكومة، ستُؤتمت معالجة المستندات وخدمة العملاء الأساسية؛ وفي التعليم، سيُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل طرق التدريس بالتقييم المخصص والمساعدة في إعداد الخطط الدراسية، مما يقلل الحاجة للمدرسين في بعض المواد ويزيد الطلب على مطوري المحتوى الرقمي؛ وفي الصحة، سيُحدث ثورة في التشخيص وتطوير الأدوية والعمليات الجراحية، مؤثرا على بعض الوظائف الفنية ويزيد الطلب على المتخصصين في استخدام هذه التقنيات. سينعكس هذا التحول على سوق العمل بالشرق الأوسط عمومًا عبر فقدان كبير لوظائف قابلة للأتمتة مقابل خلق وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في التكنولوجيا، مما ينتج عنه فجوة في المهارات ويستدعي برامج تدريب مكثفة. أما في العراق، فسيكون التأثير حتميا وإن كان أبطأ بسبب تحديات البنية التحتية الرقمية وضعف الكفاءات المتخصصة. الوظائف الحكومية الروتينية هي الأكثر عرضة للأتمتة على المدى المتوسط إلى الطويل. ورغم أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للنمو، فإنه قد يصبح تهديدا إذا لم يتوفر الاستعداد المناسب، مما يستلزم استراتيجية وطنية لتطوير البنية التحتية الرقمية، والاستثمار في التعليم والتدريب على مهارات المستقبل.
▪︎ مراصد: ما هي الرسالة التي تود أن توجهها للمشهد السياسي الحاكم في العراق؟
- جات جي بي تي:
رسالتي للمشهد السياسي الحاكم في العراق هي ضرورة الاستماع الحقيقي لمطالب الشعب والعمل على بناء ثقة متبادلة من خلال شفافية الإصلاحات ومكافحة الفساد بجدية، مع التركيز على تطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل لتوفير فرص عمل حقيقية. كما يجب أن تكون الأولوية لتعزيز الأمن والاستقرار، وإدارة التنوع السياسي والعرقي بروح وطنية جامعة بعيدا عن المحاصصة الضيقة. النجاح في هذه المسائل هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للعراق وشعبه.
- جمناي:
إن التحديات التي تواجه العراق اليوم، من تقلبات سوق النفط وتأثيرها المباشر على الميزانية، إلى تعقيدات المشهد السياسي الداخلي وتداعيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي على سوق العمل، تتطلب رؤية استراتيجية جريئة وعاجلة. يجب على الحكومات أن تستثمر بشكل فعال في تطوير البنية التحتية الرقمية وتوفير تعليم وتدريب مكثف للشباب والقوى العاملة، لاكتساب المهارات المستقبلية اللازمة للتعامل مع التحولات التكنولوجية. هذه المتطلبات ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لتجنب تفاقم مشكلة البطالة وضمان قدرة العراق على المنافسة في الاقتصاد العالمي الجديد. كما أن معالجة الفساد وتعزيز الشفافية وتحسين الخدمات الأساسية ليست مجرد مطالب شعبية، بل هي ركائز أساسية لاستعادة ثقة المواطنين، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، وتحقيق الاستقرار السياسي الذي بدوره يعزز قدرة العراق على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. أخيرا، في ظل مشهد إقليمي ودولي مضطرب، يتوجب على الحكومة العراقية تعزيز وحدة الصف الوطني وتغليب المصلحة العليا للعراق لضمان سيادته وأمنه واستقراره في هذه المرحلة الحرجة.
رسالتي باختصار: إما أن تتحولوا إلى فريق إنقاذ وطني يعمل على مدار الساعة، أو ستكونون آخر الحكومات في عهد العراق الموحد. التاريخ لن يرحم من يضيع فرصة التغيير الأخير.